اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 292
ومنها: علمها بالكتاب المهيمن على بقيّة الكتب السماوية، كما في قوله تعالى:
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ* تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ[1]، فأثبت في هذه الآية علمهم بالكتاب المكنون المحض، واللوح المحفوظ، والقرآن في منزله الغيبيّ العلميّ، والمطهّرون هم أهل آية التطهير من أصحاب الكساء، وهو عنوان يغاير عنوان المتطهّرين، بالتوبة والطهارة بالماء، أي الذين تعلّقت الإرادة الإلهيّة بطهارتهم.
فبيّنت الآية أنّ هناك ثُلّة من هذه الامّة يعلمون بجميع الكتاب، وجميع الكتاب آيات بيّنات في صدورهم، فليس بعضه محكم وبعضه متشابه عندهم، بل كلّه بيّن.
وقد أشار قوله تعالى في سورة النحل: وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ[3] إلى ذلك.
فبيّنت الآية أنّ الكتاب تبياناً لكلّ شيء، كما بيّنت الآية السابقة أنّ الكتاب كلّه بيّن واضح في صدور تلك الثُلّة.
و هذا اللسان في مفاد الآيات هو مفاد حديث الثقلين، بل إنّ كلّ آية بمفردها متضمّنة لمفاد حديث الثقلين، حيث إنّها من جهة تبيّن إحاطة القرآن والكتاب بكلّ شيء، ومرجعيّته لكلّ شيء، ومن جهة اخرى فهي تبيّن أيضاً مرجعية هذه