responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 272

و هذا نفسه مضمون قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى حيث إنّ مفادها مبنيّ على هذه القاعدة أيضاً، فإنّه في قبال جهوده صلى الله عليه و آله في نشر الدين كان أجر تلك الجهود مودّة أهل بيته عليهم السلام، ومن الواضح أنّ هذا الأجر راجع للأمة نفسها.

أو قوله تعالى: وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ [1] حيث تأهّل داود للإمامة والعلم اللدنّي خَلَفاً عن طالوت حينما فدّى نفسه في مبارزة رأس معسكر الشرّ وهو جالوت وقتله.

ولا يخفى أنّ هذه القاعدة لا يختصّ إجراؤها بالأمور الماليّة وفي الشؤون الفرديّة، بل هي مطلق مِلك النتيجة في قبال العمل الذي وَلّد تلك النتيجة، سواء كانت بيئة ذلك العمل في الشؤون الفرديّة كما في الأجير الخاصّ في مرافق المعيشة أو الصناعة والحِرَف، أو كانت بيئته في الشؤون السياسيّة العامّة، كالدور الذي يقوم به في بناء النظام السياسيّ، فإنّ المؤسّسين لذلك النظام يشغلون صلاحيات ونفوذاً خاصّاً في السلطة، كما هو الحال في أعراف العقلاء في تغيّرات الأنظمة، أو في بيئته الدينيّة وبناء صرح الدين، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ [2] حيث بيّنت الآية أنّ تحمّل إبراهيم وذرّيته لتأسيس البيت الحرام في الأرض القفراء غير المأهولة لإحياء وعمارة المسجد الحرام وإقامة الدين عنده، هو الذي أهّلهم لاستحقاق ذلك الموقع الدينيّ الكبير الذي يستحقّوه، وهو المحبّة في قلوب المؤمنين، والريادة في إقامة أركان الدين وتشييده.


[1] البقرة: 251.

[2] إبراهيم: 37.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست