اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 271
بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ[1]، فتفريع المودّة والولاية في ذرّيته مترتّب على ما كابدته تلك الذرّية من جهود في إقامة الدين عند البيت الحرام، كإشعاع منه إلى سائر أرجاء الأرض، وهو الذي يشير إليه تعالى في قوله: وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ[2].
وإلى ذلك أشارت الصدّيقة الكبرى في خطبتها عليها السلام:
«فَأَنارَ اللَّهُ بِأَبِي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ظُلَمَها، وَكَشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَها، وَجَلى عَنِ الْأَبْصارِ غُمَمَها، وَقامَ فِي النّاسِ بِالْهِدايَةِ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوايَةِ، وَبَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمايَةِ،...