responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 271

بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ [1]، فتفريع المودّة والولاية في ذرّيته مترتّب على ما كابدته تلك الذرّية من جهود في إقامة الدين عند البيت الحرام، كإشعاع منه إلى سائر أرجاء الأرض، وهو الذي يشير إليه تعالى في قوله: وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ [2].

وإلى ذلك أشارت الصدّيقة الكبرى في خطبتها عليها السلام:

«فَأَنارَ اللَّهُ بِأَبِي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ظُلَمَها، وَكَشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَها، وَجَلى عَنِ الْأَبْصارِ غُمَمَها، وَقامَ فِي النّاسِ بِالْهِدايَةِ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوايَةِ، وَبَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمايَةِ،...

فَأَنْقَذَكُمُ اللَّهُ تَبارَكَ وَتَعالى بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله بَعْدَ اللَّتَيّا وَالَّتِي، وَبَعْدَ أَنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجالِ، وَذُؤْبانِ الْعَرَبِ، وَمَرَدَةِ أَهْلِ الْكِتابِ. كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، أَوْ نَجَمَ قَرْنٌ الشَّيْطانِ، أَوْ فَغَرَتْ فاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَذَفَ أَخاهُ فِي لَهَواتِها، فَلَا يَنْكَفِئُ حَتّى يَطَأَ صِماخَها بِأَخْمَصِهِ، وَيُخْمِدَ لَهَبَها بِسَيْفِهِ، مَكْدُوداً فِي ذاتِ اللَّهِ، مُجْتَهِداً فِي أَمْرِ اللَّهِ، قَرِيباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، سَيِّداً فِي أَوْلِياءِ اللَّهِ، مُشْمِّراً ناصِحاً، مُجِدّاً كادِحاً، وَأَنْتُمْ فِي رَفاهِيَّةٍ مِنَ الْعَيْشِ، وادِعُونَ فاكِهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوائِرَ، وَتَتَوَكَّفُونَ الْأَخْبارَ،

وَتَنْكُصُونَ عِنْدَ النِّزالِ، وَتَفِرُّونَ عِنْدَ الْقِتالِ.

فَلَمّا اخْتارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله دارَ أَنْبِيائِهِ وَمأْوى أَصْفِيائِهِ، ظَهَرَ فِيكُمْ حَسَيكَةُ النِّفاقِ،...

وَالرَّسُولُ لَمّا يُقْبَرْ، ابْتِداراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ...».

وبعبارة اخرى: إنّ مضمون احتجاجها هو قاعدة الخراج بالضمان، أو من عليه الغُرم فله الغُنم.


[1] إبراهيم: 37.

[2] العنكبوت: 27.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست