responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 270

وقولها عليها السلام للأنصار:

«ما هذه الغميزة في حقّي والسِّنَةُ عن ظلامتي

؟ أما كان رسول اللَّه يقول: المرء يحفظ في ولده».

الخامسة: قاعدة الخراج بالضمان، أو من عليه الغُرم فله الغنم

وهو مطابق لقاعدة أنّ مالك العمل يملك نتاجه، ويملك عوضه، سواء على صعيد المال الفردي، كما في الأجارة في الامور الخاصّة، أو نتائج الصنائع والحِرَف، والتي تكون ذات قيم باهضة وأثمان عالية، أو على صعيد الامور السياسيّة العامّة، كما في مؤسّسي الدول والأنظمة، أو على صعيد الامور الدينيّة، كالروّاد في بناء صَرْح الدين، كالأنبياء، والرسل، وذرّياتهم الوارثين لمقاماتهم.

ويشير إلى مفاد هذه القاعدة قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى، فجعل تعالى أجر وعوض جهود النبيّ صلى الله عليه و آله في إبلاغ دين اللَّه تعالى مودّة أهل بيته عليهم السلام، بل حُصرت المودّة والولاية بهم، مع أنّ نفع هذا الأجر عائد للمسلمين أنفسهم، حيث قال: قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ [1]، وبيّن أنّ هذا الأجر الذي نفعه لهم كعوض لجهود وزحمات النبيّ صلى الله عليه و آله، من مودّتهم، وولايتهم، هي سبيل إليه تعالى، حيث قال: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا [2]، فهم الولاة والهداة إلى سبيله تعالى، فضيلة، ومنقبة، ومنصباً، جعله اللَّه تعالى لهم عوضاً عمّا أبلوا من جهد وجهاد في إقامة الدين.

ويشير إلى هذه المودّة والولاية لأهل البيت عليهم السلام- الذين هم من ذرّية النبيّ إبراهيم الذي أسكنها بوادي مكّة- قول إبراهيم عليه السلام: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي


[1] سبأ: 47.

[2] الفرقان: 57.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست