responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 26

منه، كالإذعان، حيث إنّه علميّ، أي تقوم به النفس في مقام تصديقها بالقضايا.

وأمّا المعرفة العمليّة فهي التي يُراد منها المعرفة الدينيّة، والتي تكرّرت على لسان القرآن الكريم، والسنّة الشريفة، تحت عنوان الإيمان، والتسليم، والتصديق، وغيرها [1].

ويشير إلى الفارق بين هاتين المعرفتين قوله تعالى: وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا [2] فترى التفكيك واضحاً بين الإدراك النظريّ والتسليم والمتابعة.

ومن هذا القبيل ما رواه الكلينيّ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: «قلت له: ما العقل؟

فقال عليه السلام:

ما عبد به الرحمن، واكتسب به الجنان.

قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟

فقال:

تلك النكراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل» [3].

ففيها إشارة إلى أنّ العقل أيضاً يطلق على القوّة التي تحصل بها المعرفة النظرية، ويُسمّى «العقل النظري»، كما يطلق على القوّة التي يتحصّل بها المعرفة العمليّة، ويُسمّى «العقل العملي».


[1] كما في قوله تعالى في الأمر بالإيمان: (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ) البقرة: 276.

أو أمره بالتسليم كقوله تعالى: (وَ مَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ) النساء: 125.

أو التصديق: (أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ ...) آل عمران: 39.

أو قوله تعالى: (وَ صَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَ كُتُبِهِ وَ كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) التحريم: 12.

[2] النمل: 14.

[3] الكافي للشيخ الكليني: 1: 11، الحديث 3، المطبعة الحيدريّة.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست