اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 25
أو التحسين، أو استحقاق الذمّ أو العقاب والتقبيح لمخالفته، فيلاحظ في هذا القسم الجانب العمليّ والانقياد، ويُطلق عليها «الحجّة العمليّة»، كما في الحكمة العمليّة، والعلوم الإنسانية، وعلم الكلام، وفقه الشريعة، وقد استعملها القرآن في هذا المعنى، كما في قوله تعالى: وَ الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ[1] فمفهومه أنّ الحجّة غير المدحوضة حكمها الاستجابة والمتابعة والانقياد.
وقوله تعالى: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَ مَنِ اتَّبَعَنِ[2] فبيّنت الآية أنّ الحجّة الحقّ لابدّ أن تُتَّبَع ويُسلَمْ لها الانقياد.
وينقسم هذا القسم- الحجّة العمليّة- إلى قسمين، هما: اليقينيّ والظنّي، فمثال اليقينيّ الحجّية في مُحْكَمات الآيات من القرآن الكريم، أو السنّة القطعيّة.
ومثال الظنّيّ: حجّية الرواية التي هي خبر الراوي الواحد العادل، وهكذا حجّية الدلالة الواحدة الظنّية في الكتاب والسنّة.
وإذا اتّضح مجمل هذه الأقسام في الحجّية، فاعلم أنّ لفظ المعرفة يطلق وينقسم إلى تلك الأقسام بعينها.
فيقال: (معرفة نظريّة) ويراد بها مجرّد الإدراك وآليّاته، و (معرفة عمليّة) ويراد بها الإيمان والتصديق والتسليم.
ثمّ إنّ المعرفة الاولى قد يطلق عليها المعرفة البشريّة، و ذلك لأنّها لا تستدعي التزاماً عمليّاً تصديقيّاً.
والمراد من العمل ليس العمل الجوارحي بل الجوانحي، بلحاظ الدرجات العالية