اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 218
تشير إلى وجود القرآن في النشأة الغيبية، وهو الكتاب المكنون، الذي عُبّر عنه في سورة البروج بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ[1]، وهو ما أشار إليه قوله تعالى في سورة الرعد يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ[2] حيث يشير إلى أنّ أصل جملة الكتاب، ومنبع نزوله هو من نشأة الغيب، وهي نشأة فوق نشأة لوح القضاء والقدر، والتي هي أيضاً من النشآت الغيبية أيضاً.
فالآية من سورة الواقعة فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ تشير:
أوّلًا: إلى وجود القرآن في النشأة الغيبية.
ثانياً: إلى أنّ هذا الوجود لا يدركه إلّاالمطهرون، دون بقيّة الخلق، والمطهّر في اللغة وفي الاستعمال القرآني غير المتطهّر، إذ يُستخدم الثاني فيمن يحصّل الطهارة بالغسل أو الوضوء ونحوها من المطهّرات، بخلاف المطهّر، فهو الذي فُطر على الطهارة الذاتيّة، بفعل وإرادة من اللَّه تعالى، كما نصّ عليه قوله تعالى:
ومقتضى ألفاظ الآية، أنّها تختصّ في الخمسة من أصحاب الكساء، ويعضدها في ذلك روايات الفريقين وهي تشمل الصدّيقة الطاهرة عليها السلام. وكذلك قوله تعالى:
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا[4] وهي دالّة على توريث الكتاب لمن اصطفاهم اللَّه تعالى من عباده، و ذلك لما سبقها من قوله تعالى: وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ[5].