responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 219

ومن الواضح أنّ التوريث هنا ليس توريثاً للمصحف الشريف، وإلّا لما اختصّ بمن يصطفيه اللَّه تعالى من عباده، إذ هو في متناول كلّ البشر، الكافر منهم والمسلم، وحجّة على الناس أجمعين، بل المراد هو وجود الكتاب في النشآت الغيبية، المتضمّن لمدارج التأويل، وحقائق الأشياء، ولم يشر في القرآن إلى اجتباء واصطفاء أحد من هذه الامّة اختصّ بهذه الخصائص غير العترة من أهل البيت عليهم السلام في آية التطهير، والفيء، والخمس، والمودّة.

فالمحصل من هذا الإجمال أنّ الوارث لعلم الكتاب شامل للصدّيقة الطاهرة عليها السلام.

ومقامها عليها السلام في الحكم والقضاء: قال تعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [1] إنّ متعلّق الطاعة هنا لم يقيّد بأمر خاصّ بل كان مطلقاً ولا يخفى أنّ إطلاقه يساوق الولاية على الدين، على نمط سعة دائرة طاعة اللَّه ثمّ سعة طاعة الرسول، ثمّ في النوبة الثالثة تصل لُاولي الأمر، ومن المعلوم أنّ من شُعب تلك الولاية المطلقة الوسيعة هي الولاية على الحكم والقضاء.

وكذلك قوله تعالى: وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا [2]، فإنّ مورد الآية هو ما يعتري الجانب الأمني من النظام الاجتماعي، كما ذكر في شأن نزولها من أنّه كان البعض منهم يُرجف ويُزلزل الوضع الاجتماعيّ والأمنيّ في المدينة بإشاعة بعض الأخبار عن هجوم العدوّ ومداهمته للمدينة، وهو المراد بكلمة الْخَوْفِ في الآية الكريمة، أو يذيعوا أخبار المسلمين وانتصاراتهم على عدوّهم، وهو المعبّر عنه في الآية الْأَمْنِ، فإنّ إفشاء وعدم ستر تلك الأخبار من الخطورة بمكان؛ لأنّ العدوّ


[1] النساء: 59.

[2] النساء: 83.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست