responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 188

كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ والمطهّر هم أهل آية التطهير، الذين شهد لهم القرآن بذلك، كما بسطنا ذلك في الآية السابقة من آيات الوراثة.

وبالجملة: فما أوتوا من فضل مذكور في خصائص وكرائم القرآن لهم، مع كونهم من آل إبراهيم، ومناسبة استشهاد الباري تعالى بآل إبراهيم، كلّ ذلك قرينة على أنّ المقصود هو محمّد صلى الله عليه و آله، وآله عليهم السلام هم المحسودون، وأنّ ما آتاهم اللَّه تعالى فهو علم الكتاب، والحكمة، والملك العظيم، وهي الولاية والطاعة، وهذه ثلاثة امور قد ذكرت في آيات عديدة كخصائص وقرائن قرآنية لهم.

فما ذكرته الآيات في سور متعدّدة شاهد على الصلة بين تلك المقامات والآية في المقام.

ونظير ذلك ما ورد عند الفريقين من كيفية الصلاة «اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد... كما صلّيت... على إبراهيم وآل إبراهيم» فإنّ هذا التنزيل والمشابهة بين آل إبراهيم وآل محمّد يفيد أنّه لم يعط إبراهيم وآله شيئاً إلّاوأعطي محمّد وآله مثله. بل في الحقيقة إنّ آل محمّد من آل إبراهيم.

وقد روى ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره ذيل الآية عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام أنّه قال:

«نحن النّاس» [1].

وقريب منه ما أخرجه السيوطي في «الدرّ المنثور» ذيل الآية عن ابن المنذر والطبراني عن ابن عبّاس، قال: «نحن النّاس دون الناس» [2].

ومن هنا يظهر أنّ استعمال لفظ (الناس) في القرآن على معان:

منها: من استكمل الحقيقة الإنسانية، و هذا ينطبق عليهم عليهم السلام، كما ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام:

«نحن النّاس، وشيعتنا أشباه الناس، وأعداؤنا


[1] تفسير ابن أبي حاتم: 3: 59، الحديث 5506.

[2] الدرّ المنثور: 2: 239، ذيل الآية.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست