أي أنّ صورتهم صورة إنسان، ولكنّ القلب قلب حيوان، كما روي ذلك في تأويل قوله تعالى: وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ في قباحة صور بعضهم، أنّه يَحسُن عندها صور القردة والخنازير.
ومنها: عموم البشر.
ومنها: في قبال من لم يتحلّ بالإيمان، وأنّه باق على طبيعته الناقصة الأوّليّة، وأنّه لم يتكامل.
المحطّة الثانية: المراد بإيتاء الكتاب والحكمة:
قد تقدّم في قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا أنّ علم الكتاب لا يعني بالضرورة النبوّة، بل يعني الاصطفاء، كما ورّث اللَّه تبارك وتعالى علم الكتاب الذين اصطفاهم من هذه الامّة، بمقتضى الآية السابقة، كما أنّ إيتاء الحكمة هنا أيضاً دالّ على أنّ هناك مواهب لدنّية من اللَّه تعالى للعباد غير النبوّة.
فالتعبير بالإيتاء دالّ على أنّ هذه المقامات ليست كسبيّة، بل مواهب لدنّية وعطايا غيبيّة، لاسيّما وأنّه قد اختصّ ذلك بهم دون سائر الامّة، و هذا نظير ما ورد في قوله تعالى: وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ[2].