responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 186

معاني وحقائق هذه الآيات، وتشاغلوا في أمور جانبيّة كالحواشي للمتن الأصليّ، والحال أنّ هناك عدّة مواقف ومحطّات هامّة جديرة بالدرس، سوف نقف عندها في مفاد هذه الآية:

المحطّة الاولى: في تحديد هؤلاء الناس:

إنّ أول مؤشّر في دلالة الآية على تحديد هؤلاء الناس هو أنّهم لهم صلة ما، وتشابه ما مع آل إبراهيم، وأنّ إيتاءهم هذه المقامات والتي هي فضل عظيم وسُنّة إلهيّة، وليس هو بدعاً من سُننه تعالى، بل قد وجد قبل ذلك في تاريخ النبوّات وأنّ المراد منهم هم آل محمّد صلى الله عليه و آله.

وممّا يشهد أنّ المراد بهؤلاء الناس هم آل محمّد صلى الله عليه و آله جملة من الشواهد:

1- قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله

: «فإنّ اللَّه ما اصطفى نبيّاً إلّااصطفى آل ذلك النبيّ فجعل منهم الصدّيقين و الشهداء و الصالحين» [1]،

وحيث إنّ آل إبراهيم هم آل نبي من الأنبياء فلا محالة أن يكون المقصود من (الناس) هنا في هذه الامّة هم آل النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله، وأنّ إيتاء اللَّه عزّ وجلّ لآل محمّد هذه المواهب اللدنّية الثلاث- الكتاب، والحكمة، والملك العظيم- هو كسُنّته تعالى في آل إبراهيم.

2- إنّ تقرير الآية في أنّ آل إبراهيم قد أوتوا الكتاب، والحكمة، والنبوّة، يفيد ثبات وبقاء واستمرار هذه العطيّة، والسنّة الإلهيّة فيهم، أي في آل إبراهيم، ومحمّد صلى الله عليه و آله وآله هم من آل إبراهيم، لاسيّما وأنّ قول إبراهيم في حقّ ذرّيته من إسماعيل في دعائه ببقاء هذه المقامات لهم كما في قوله: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ.


[1] تاريخ ابن عساكر: 42: 49 و 50، ترجمة عليّ بن أبي طالب، الحديث 4933.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست