وهذه الآية تدلّ إجمالًا على وجود جماعة في هذه الامّة أوتيت الكتاب والحكمة، وأوتيت الملك العظيم، فالبحث ينصبّ على تحديد هويّة هؤلاء، والمراد بإيتاء الكتاب والحكمة، وتفسير الملك العظيم.
وسياق هذه الآيات وإن كان ضمن خطاب خاص باليهود، حيث قال تعالى:
أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ من جهة أنّهم قبلوا النبوّة والرسالة والإمامة في إبراهيم وآل إبراهيم، ولم يقبلوها في النبيّ صلى الله عليه و آله وذويه، ولكنّ الظاهر أنّ الخطاب يعمّ غيرهم أيضاً، بقرينة أنّ ما بعد الآية في قوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ، وقوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا وقوله تعالى:
وَ الَّذِينَ آمَنُوا هي عامّة للمسلمين أيضاً، فضلًا عمّا هو مقرّر في علم اصول الفقه من أنّ المورد لا يختصّ بالخطاب، ولا يخصِّص الوارد.
وبادىء ذي بدء فإنّ القارىء للآية ينتبه إلى إخبار القرآن عن وجود أناس وليس فرداً واحداً من هذه الامّة من بيوتات الأنبياء من آل النبيّ صلى الله عليه و آله بسبب التشبيه بآل إبراهيم عليه السلام قد أوتوا الكتاب والحكمة والملك العظيم.
وهنا أمر ملفت للانتباه وهو أنّ غالب مفسّري الجمهور تحاشوا الوقوف على