اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 174
البعثة العامّة، والتعليم بلحاظ التعليم الكسبيّ والاكتسابيّ، لا في العلم الوراثيّ اللدنّيّ، وأنّ هذا التعليم يتمّ لعموم الناس وعموم الصحابة والتابعين، بعد أن يتمّ نصب من يكمّل لهم ذلك التعليم بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كما هو الحال في قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فإنّ إكمال الدين وتعليم الناس جميع أحكام دينهم إنّما يتمّ ويحصل بعد نصب عليّ عليه السلام مكمّلًا لدور النبيّ صلى الله عليه و آله بعده.
ولا شكّ أنّ التعليم الكامل والشامل للدين والكتاب والحكمة لا يمكن أن يستوعبه الزمن المحدود الذي عاشه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كما لا يتسنّى للناس الذين عاصروه وصحبوه أن يستوعبوا كلّ الكتاب والحكمة والشريعة؛ و هذا الأمر قد وصفه القرآن نفسه ووصف حقائقه وواقعياته وأنّها غير محدودة ولا تنفذ، كما في قوله تعالى: قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي[1].