responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 173

و ذلك لوجهين في دلالة الآية:

الأوّل: إنّ أهل البيت عليهم السلام هم من آل إبراهيم، وهم الامّة المسلمة من ذرّية إبراهيم وإسماعيل، وهم دعوة إبراهيم عليه السلام بأن تكون الإمامة فيهم وأنّ الرسول يبعث فيهم أيضاً.

الثاني: إنّ إيتاء اللَّه تعالى الكتاب والحكمة والملك العظيم لآل إبراهيم هو سُنّة إلهيّة في آل الأنبياء، وبيوتات الرسل وذرّيّاتهم.

وهذه الآية تكون كالنتيجة المحصّلة لمجموع الآيات في ذرّية إبراهيم، وقد عُبّر عن إيتاء الكتاب بالفضل من اللَّه تعالى كالتعبير بالفضل الكبير عن الآية المبحوث عنها في المقام، ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا، وقد أُشير إلى هذا المحصّل في آخر سورة الحجّ، في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا... وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ [1].

و هذا متطابق مع ما في سورة الواقعة من تخصيص نيل الكتاب المكنون في اللوح المحفوظ بخصوص المطهّرين من هذه الامّة، الذين عرّفتهم سورة الأحزاب في آية التطهير من أهل البيت.

العلم اللدنّي لأهل البيت والعلم المكتسب لبعض الصحابة [2]:

وأمّا ما في سورة الجمعة من قوله تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ ... فهي بلحاظ


[1] الحجّ: 77 و 78.

[2] هذه الإثارة تبنّاها البعض أخيراً في تفسيره.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست