اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 175
ومن المعلوم أنّ الكتاب المبين هو حقيقة القرآن العُلويّة، كما صُرّح بذلك في مطلع سورة الدخان، وسورة الزخرف، في قوله تعالى: حم* وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ.
ومن ثَمّ بُيّن في سورة القدر، وسورة النحل، وسورة الدخان، أنّه يتنزّل في ليلة القدر من كلّ عام تأويل الكتاب العزيز، ينزل على من يصطفيه اللَّه تعالى من عباده، وهو من سلسلة المطهّرين، الذين ينالون ويمسّون الكتاب المكنون من أهل البيت عليهم السلام.
و ثانياً: أنّ من البيّن أنّ جماعة من الرعيل الأوّل من الصحابة ممّن عُرفوا بتخصّصهم بعلوم القرآن وتفسيره، لم يكونوا يحيطون علماً بجلّ القرآن، وبجلّ تأويله وتنزيله، كيف وقد كان الاختلاف بينهم في امّهات المسائل الاعتقاديّة والتشريعيّة ظاهر، وقد انعكس ذلك في كتب السير، وتاريخ تدوين القرآن، وكتب الحديث، كما قد استشرى الخلاف بينهم في القراءات، فقد كان عبد اللَّه بن مسعود يحسب أنّ المعوّذتين ليستا من القرآن، وإنّما هما تعويذتان نزل بهما جبرئيل حرزاً للحسنين عليهما السلام وغير ذلك كثير.
وقصّة إنكار حذيفة على عبد اللَّه بن مسعود وبقيّة القرّاء في الكوفة- وحُذيفة هذا من أصحاب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام- معروفة في كتب السير والتواريخ والحديث، ممّا دعت حذيفة إلى الإشارة على عثمان بأن يقوم بتوحيد المصاحف [2].