responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 172

الأصنام، فقال: وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ* رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [1]، ليصحّ دعاؤه الأسبق فيهم وهو: قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ، فإنّ في دعائه هذا أيضاً طلب بقاء وامتداد واستمرار الأمانة في بعض المتعاقِب من ذرّيته.

فإنّ مجموع هذه الآيات دالّ على أنّ الأئمّة من ذرّية إبراهيم، والامّة المسلمة التي بعث منها وفيها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ليست إلّابعضاً من ذرّية إبراهيم وإسماعيل، فهم الذين طلب إبراهيم وإسماعيل أن يُبعث فيهم رسول اللَّه خاصّة، أي بالبعثة الخاصّة، ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم. ومنه يتّضح أنّ بعثة النبيّ الخاصّة ونذارته المختصّة هي لرهطه المخلصين من عشيرته الأقربين.

وممّا يعضد هذا الاختصاص في التعليم اللدنّي عبر أسباب الوراثة الملكوتية، قوله تعالى في اصطفاء آل إبراهيم ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ففيهم بعث رسول اللَّه، وهم منه وهو منهم، حيث إنّهم الأقربون رهطاً له، والمتفانون في مناصرته في دعوته.

كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً [2]، حيث تشير الآية إلى أنّ إيتاء الكتاب توريثيّ في آل الأنبياء، لا عموم الامّة، وأنّ في هذه الامّة آل النبيّ صلى الله عليه و آله، وهم محسودون على إيتاء اللَّه تعالى الكتاب والحكمة لهم.

فذكر آل إبراهيم بأنّهم اوتوا الكتاب والحكمة والملك العظيم، إنّما هو لتفسير الفضل الذي آتاه اللَّه تعالى لثُلّة من هذه الامّة.

وهذه القلّة من هذه الأمّة وهي امّة النبيّ صلى الله عليه و آله، فالمراد بها هم أهل البيت عليهم السلام،


[1] إبراهيم: 35 و 36.

[2] النساء: 54.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست