responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 167

تكوينيّة اخرى للقرآن الكريم، كما أخبر أنّ تلك المواقع الغيبية للكتاب لا ينالها إلّا المطهّرون، كما في قوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ* وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ* إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ* تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ [1].

وقد وصفهم بالطهارة اللدنّية منه تعالى، كما كشف عنهم أنّهم هم أهل البيت عليهم السلام في قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و هذا تطابق وتشابه واضح بين الآية في المقام وبين ما في سورة الواقعة والأحزاب، حيث إنّ كلّاً من المفادين دالّين على أنّ هناك وراثة معنوية لدنّية للكتاب، خاصّة بالمصطفَين من هذه الامّة بالطهارة.

الشاهد الرابع: إنّ القرآن دلّ على أنّ له مواقع غيبيّة متعدّدة، وكلّها قد ألمّ وأحاط بها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقد أوحيت له، وقد نُعتت تلك المواقع بأنّ فيها تبيان كلّ شيء، وبعد وفاته صلى الله عليه و آله لا يُعقل تعطيل تلك المقامات للقرآن لهداية البشر، فلا بدّ من بقاء الوسيط الإلهيّ المطّلع عليها كي يرفد البشريّة بأنوار هدايتها، إذ تلك المقامات ليست في مَنال وتناول خواص الامّة، فضلًا عن عامّتها.

و تلك المقامات نظير وصف القرآن بالمكنون كما مرّ في سورة الواقعة، أو في قوله تعالى: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [2]، أو قوله تعالى:

وَ ما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ [3].


[1] الواقعة: 78 و 79.

[2] البروج: 21.

[3] يونس: 61.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست