responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 166

وقد وصفهم تعالى في سورة الواقعة بكونهم المقرّبون، وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ، والمقرّبون قد وُصفوا في سورة المطفّفين كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ* وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ* كِتابٌ مَرْقُومٌ* يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ [1].

ولا يخفى أنّ هذا الاصطفاء في وراثة أهل البيت عليهم السلام لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله لم يرد في القرآن إلّافي المطهّرين من الحجج والأنبياء، كآدم، ونوح، وآل إبراهيم، وآل عمران، ومريم بنت عمران، وطالوت، وغيرهم.

الشاهد الثاني: أنّه قد أخبر تعالى بأنّهم يدخلون الجنّة، وعليه فلا يمكن أن يكون المراد كلّ الامّة كما هو واضح، حيث إنّ في جملة من السور قد أخبر تعالى عن وجود المنافقين في هذه الامّة، في الرعيل والصدر الأوّل من الإسلام، وأنّهم في الدرك الأسفل من النار، وكذلك أخبر تعالى عن الذين في قلوبهم مرض، ممّن كان قد أسلم في أوائل البعثة، كما في سورة المدّثّر، وهكذا في طوائف اخرى من الامّة غاوية ضالّة، شهدت بوجودهم سورة براءة، إلى غير ذلك من السور، وهكذا روايات الحوض، وأنّ من الصحابة ممّن يؤمر به إلى النار، ويُحال بينه وبين دخول الجنّة، وفي بعض الأحاديث أنّه لا يبقى منهم إلّاكهَمل النعم، وهكذا حديث الفرقة الناجية، وأنّه لا تنجو إلّافرقة من ثلاث وسبعين فرقة، وغيرها من النعوت الدالّة على أنّ طوائف كثيرة من هذه الأمّة ممّن يدخل النّار.

وعليه فلا يمكن أن يكون الوعد بدخول الجنة لكلّ الامّة، فلا يبقى إلّاأن يكون المراد بعض الامّة، وهم الذين يكون لهم شأن وأهليّة لدخول الجنّة، و هذا ممّا يدلّل على أنّ الكتاب الموروث ليس هو ما بين الدفّتين، وإلّا لكانت الامّة كلّها وارثة.

الشاهد الثالث: إنّ اللَّه تبارك وتعالى قد أخبر بوجود مواقع ومنازل غيبيّة


[1] المطفّفين: 18- 21.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست