ومقام الكتاب المبين الذي بُيّن فيه كلّ صغيرة وكبيرة في السماوات و الأرض، وقد أخبر تعالى أنّ هناك جماعة من هذه الأمّة قد أُوتوا وعُلّموا ذلك كلّه.
وما بين الدفّتين لم يستطر فيه كلّ غائبة في السماء و الأرض، فليس ذلك إلّا موقعاً غيبيّاً ملكوتيّاً قد أطلع اللَّه عزّ وجلّ عليه الذين أوتوا العلم، وهم المطهّرون الذين لهم أن يمسّوا الكتاب المكنون.
الشاهد الخامس: وصف اللَّه تعالى هذه الوراثة بالفضل الكبير، ومن الواضح أنّ هذا الفضل لا يُنعت به كلّ من تعلّم ظاهر آيات المصحف وعلوم التفسير، فإنّه قد خاض فيها حتّى من ليس على ملّة الإسلام، كجملة من المستشرقين المتخصّصين في علوم القرآن، فلا محالة أن هذا النعت إنّما بلحاظ المواقع الغيبية للكتاب ووراثتهم لها.
مَن هم الذين عُلّموا الكتاب وورثوه:
وربّما يعترض:
أوّلًا: إنّ قوله تعالى في سورة الجمعة: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا