اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 156
الوزير والخليفة والوصيّ من بعده، وأمرهم بطاعته والسمع له، حيث قال صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام:
«يا علي، إنّ اللَّه أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً،
وعرفت أنّي متى ما أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتّ عليه، حتّى جاء جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّك إن لا تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك» [1].
وحراجة هذا الموقف وصعوبته تنشأ من خطورة منصب الإمامة ورئاسة الدين بعد النبيّ صلى الله عليه و آله، ولذا نجد تكرّر الوضع العصيب مرّة اخرى في بيعة الغدير، حيث تمهّل النبيّ صلى الله عليه و آله في أخذ بيعة الغدير من عموم الصحابة والمهاجرين والأنصار، ونزل عليه النداء الإلهيّ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[2].
فالمهمّة صعبة وذات خطورة على مصير الرسالة والدين، وتُعدّ من أكبر الامتحانات الإلهيّة لكلّ شرائح المجتمع.
ومن هنا يمكن للباحث أن يقدّر حراجة الموقف وشدّته، ويوضّح ثقل الامتحان فيه وما تكرّر ذكره في الروايات الواصفة لمجلس يوم حديث الدار، في قول علي عليه السلام: