responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 155

فإنّ جواب أبي طالب ظاهر بيّن في دعم الدعوة الجديدة، والمشروع الإلهيّ الذي استنصر النبيّ صلى الله عليه و آله بني هاشم فيه.

كما أنّ هذا الجواب من أبي طالب رغم ما أعلنه النبيّ صلى الله عليه و آله من وصاية عليّ وخلافته، وإلزام كهول وشيوخ بني عبد المطّلب بطاعة عليّ عليه السلام، ورغم صغر سنّه، فإنّ جواب أبي طالب وأمام بني عبد المطّلب، وبرغم تضاحك بعضهم واستخفافهم، يدلّ على مدى استجابة أبي طالب للرسول صلى الله عليه و آله، ولولاية ووصاية ابنه على نفسه، رغم أنّ مقام الابوّة يقتضي الترفّع والتعالي لا الخضوع والنزول أمام الإبن، مع ملاحظة أنّ أبا طالب كان سيّد قريش.

فدراسة هذا الموقف يكشف عن إيمان أبي طالب ومدى انقياده وإطاعته لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولأوامر اللَّه تعالى، ولإبنه كوصيّ، ووزير، وأخ يشارك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في تحمّل أعباء الرسالة.

هذا إذا أضفنا إلى أنّ أبا طالب كان هو الحامي لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، والراعي لتربيته ورعايته، منذ طفولته صلى الله عليه و آله إلى سنّ الأربعين وما بعدها، حتّى يوم الدار والإنذار.

ومن ذلك يتّضح وجه دلالة جميع الروايات الاخرى، التي يظهر فيها سكوت أبي طالب ومبايعة ابنه عليّاً، وبعد أن نصبه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وزيراً وخليفة، وأمر عشيرته بالسمع والطاعة له، فإنّ أبا طالب لم يبادر بالإنكار ولا بالاعتراض ولا بالمشاغبة ولا بالردّ أمام ملأ بني عبد المطّلب وساداتهم، مع مخاطبة النبيّ صلى الله عليه و آله له ولهم بالأمر بالطاعة والسمع لعليّ عليه السلام، إذ لم يستثنه النبيّ صلى الله عليه و آله منهم لذلك، بل أعلن النصرة والقبول بجوابه السابق.

والتزام أبي طالب بهذا الموقف المشرّف يعدّ في قمّة المسؤوليّة، ويُعدّ أبو طالب بناءً على ذلك من أركان وأعمدة صرح الدين، إذ رغم حراجة الموقف حيث إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قد أخّر القيام بإبلاغ ذلك الإنذار عدّة مرّات، والقيام بتنصيب

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست