responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 141

زبوراً، وقال في شأن بعض تلك الذرّية عندما سأله إبراهيم عليه السلام أن يجعل الإمامة فيها، في قوله تعالى: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ، فترى أنّه رغم اصطفائه لجميعهم إلّاأنّه اصطفى مرّة اخرى منهم بعضاً آخر.

وبعبارة اخرى: إنّ الاصطفاء درجات، إلّاأنّ عموم درجاته تدلّ على وجود أرضية الاستعداد الخاصّ، ومن ثَمّ يكون للمُحسِن منهم أجرين، وللمسيء ضعفين. فلا يُستغرب من عرض هذا المقام العظيم والرسالة على بني عبد المطّلب، وفي ضمنهم أبو لهب، وقد ضرب القرآن لهذه الظاهرة مثلًا، وهي ظاهرة وجود الأرضية والاستعداد الخاصّ، إلّاأنه رغم ذلك قد يقع الإخفاق، كما في قوله تعالى: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ* وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ [1].

ومن ذلك يظهر أنّ في هذه السلالة التي اصطفيت من السلالات، قد تكرّر وقوع الاصطفاء فيها مرّة بعد اخرى، فوقع التفضيل والاصطفاء في بني هاشم وبني عبد المطّلب أيضاً، فكان الاصطفاء النهائيّ قد وقع على عليّ عليه السلام من بينهم.

ويشير إلى ذلك ما رواه المجلسي في «البحار»، عن كتاب الشيرازي:

«أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لما نزل الوحي عليه أتى المسجد الحرام، وقام يصلّي فيه، فاجتاز به عليّ، وكان ابن تسع سنين، فناداه:

يا عليّ، إليّ أقبل،

فأقبل إليه ملبّياً.

قال:

إنّي رسول اللَّه إليك خاصّة، وإلى الخلق عامّة، تعال- يا عليّ- فقف عن يميني وصلّ معي...

فاجتاز بهما أبو طالب وهما يصلّيان، فقال: يا محمّد، ما تصنع؟

قال:

أعبد إله السماوات و الأرض، ومعي أخي عليّ يعبد ما أعبد. يا عمّ،


[1] الأعراف: 176.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست