و هذا الذي تشير إليه بقيّة الروايات التي رواها الفريقان، من أنّه لم يستجب لهذه الدعوة الخاصّة من اللَّه، ولم يدخل فيها إلّاعليّ عليه السلام، ولم يستجب لهذه الدعوة وهي دعوة الإمامة والوزارة حتّى مثل أبي طالب وحمزة وجعفر الطيّار، وإن استجابوا لدعوة الإسلام والإيمان.
شدّة المسؤوليّة وقوّة الإرادة عند رُقيّ المقامات الغيبية:
وربّما يُتساءل: أنّه مع البتّ في تنصيب عليّ إماماً في يوم الدار، وبحسب النصوص القرآنيّة، وتنصيبه يوم الغدير والنصّ عليه، فما معنى التفويض والتخيير بعد ذلك من النبيّ صلى الله عليه و آله عند وفاته صلى الله عليه و آله بين العبّاس وعليّ عليه السلام، كما مرّت الإشارة إليه في الروايات السابقة؟
والجواب: أوّلًا: إنّه لا بدّ من الالتفات إلى أنّ المقامات الإلهيّة كالنبوّة والرسالة والإمامة وغيرها من المناصب الاصطفائيّة للحجج في الوقت الذي تشتمل على الِمِنَحٍ الإلهيّة، والمواهب اللدنّية، ومنازل من التمكين التكويني، فإنّه بالرغم ذلك فإنّ هذه الأعطيات ما هي إلّازيادة في قابلية التكليف لوظائف أشدّ، نظير قاعدة:
«إنّ اللَّه يحاسب الناس على قدر عقولهم»، فكلّما ازدادت القابليّات من ناحية العلم والمعرفة والقدر والولاية التكوينيّة، كلّما ازدادت الوظائف والتكاليف على عهدة ذلك المُصطفى للمقام الإلهيّ.
كما لابدّ من الانتباه إلى أنّ هذه المعادلة في السُّنّة الإلهيّة مع الأصفياء ليست