responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 140

وما هو التهديد الذي تضمّنته هذه الرسالة إن لم يقم بنو عبد المطّلب بأعبائها؟

ويمكن أن يقرّر الجواب عن ذلك بما يلي: بدءاً بالثالث من الأسئلة:

فنقول: إنّ مضمون ما ورد في أحاديث يوم الدار هو ما مرّت الإشارة إليه من قوله صلى الله عليه و آله:

«يا بني عبد المطّلب، كونوا في الإسلام رؤوساً، ولا تكونوا أذناباً،

و اللَّه ليقومنّ قائمكم أو لتكوننّ في غيركم ثمّ لتندمنّ»

فالإنذار هو بلحاظ فوات هذا المقام الغيبيّ وهو الإمامة، عنهم إلى غيرهم إن لم يقوموا به.

وأمّا الجواب عن الثاني: فلما قد قُرّر في الحديث النبويّ أنّه صلى الله عليه و آله قال:

«قسّم اللَّه تبارك وتعالى أهل الأرض قسمين، فجعلني في خيرهما، ثمّ قسّم النصف الآخر على ثلاثة، فكنت خير الثلاثة، ثمّ اختار العرب من الناس، ثمّ اختار قريشاً من العرب،

ثمّ اختار بني هاشم من قريش، ثمّ اختار بني عبد المطّلب من بني هاشم، ثمّ اختارني من بني عبد المطّلب» [1].

وقد روي مضمون هذا الحديث بألفاظ اخرى عند الفريقين، ومحصّله: أنّ بني عبد المطّلب وبني هاشم هم خيرة الخير، وصفوة الصفوة، فهم من حيث استعداد الوراثة سلالة من سلالة، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [2]).

وأمّا الجواب عن الأوّل: فإنّ اللَّه تعالى وإن كان قد اصطفى آل إبراهيم على العالمين، إلّاأنّه قد فضّل بعض ذرّية آل إبراهيم على بعض، فقد آتى داود عليه السلام


[1] الخصال: 36، الحديث 11. بحار الأنوار: 16: 321.

ولاحظ كتب التفسير بما أخرجوه من حديث النبيّ صلى الله عليه و آله في ذيل قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) المائدة: 101.

[2] آل عمران: 33 و 34.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست