responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 139

فمعنى كونالاصطفاء أمر بين أمرين، أي جانبمنه مرتبط بفعل اللَّه تبارك وتعالى وعلمه، وخياره واختياره وانتقائه، من صفو علمه الذي لا يتخلّف ولا يختلف.

وجانب آخر منه مرتبط بفعل العبد، الذي يُصطفى للمقام الإلهيّ، باختياره للطاعة بأعلى درجاتها الفائقة، والسابقة لسائر أفراد البشر، فبسبقه وتفوّقه مُنح المواهب الإلهيّة اللدنّية.

فليس جعل اللَّه تبارك وتعالى لشخص نبيّاً أو رسولًا أو إماماً أو خليفة في الأرض، يعني إلجاؤه وعدم اختياره في الاتّصاف بالمقام، بل هو جعل تكوينيّ من اللَّه تعالى وفق علمه السابق الغابر بطاعة وانقياد من سيصطفيه في الأزمنة اللاحقة.

وفي هذا السياق يفهم قوله تعالى: وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ* لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ [1] حيث يشير إلى وجود القدرة على المخالفة، وإن امتنع وقوعاً صدورها من النبيّ صلى الله عليه و آله.

فلا غرابة ولا استنكار من وجود هذه الظواهر في سُنن هذه المقامات الإلهيّة، أي في عرض النبيّ صلى الله عليه و آله لمقام الإمامة يوم الدار، وتخييره لِبَني عبد المطّلب تولّيها مقابل شروط إلهيّة عظيمة وقبولها من طرف العبد، الذي يصطفيه اللَّه تبارك وتعالى لذلك.

تساؤلات حول حديث الدار ودرجات الاصطفاء:

لماذا يعمّ العرض لهذه الدعوة والرسالة الخاصّة من اللَّه تبارك وتعالى والإنذار جميع بني عبد المطّلب، و هل هؤلاء جميعاً يشاركون عليّاً عليه السلام في مهمّته؟

ثمّ لماذا التخصيص بهم دون بقيّة الامّة؟

ولماذا سُمّيت هذه الدعوة والرسالة إنذاراً؟


[1] الحاقّة: 47.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست