responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 130

من المجلس قولهم لأبي طالب: «أطع ابنك فقد أمّره عليك» فيظهر منها أنّ مضمون الدعوة التي لم يلتزم بها في ذلك المجلس إلّاعليّ بن أبي طالب قد فهم منها القوم أنّها دعوة مرتبطة بالجهاز القيادي للدعوة الإلهيّة، وأنّها مسؤولية ورسالة خاصّة مرتبطة بحمل أعباء الرسالة والدين في موقعية ريادة ورياسة.

بل صرّح النبيّ صلى الله عليه و آله وأمر بالسمع له والطاعة، أي تنصيبه والياً عليهم في قوله صلى الله عليه و آله:

«فاسمعوا له وأطيعوا»

في جملة من طرق هذا الحديث.

الشاهد السادس: ما ورد في جملة من طرق هذا الحديث، من أنّ طلبه صلى الله عليه و آله من بني هاشم- من الأقربين- هو على مؤازرتهم ونصرتهم له صلى الله عليه و آله على هذا الأمر، على أن يكون وزيراً له صلى الله عليه و آله وخليفة من بعده، فلم يكن طلبه صلى الله عليه و آله منهم على أصل الإيمان بالدِّين، وكأنّ هذا أمر مفروغ عنه فيما بينه صلى الله عليه و آله وبينهم من قبل، كما في قوله صلى الله عليه و آله:

«... وقد أمرني اللَّه أن أدعوكم إليه فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم».

الشاهد السابع: ما ورد في عدّة طرق رواية هذا الحديث قوله صلى الله عليه و آله:

«يا بني عبد المطّلب، إنّ اللَّه لم يبعث رسولًا إلّاجعل له من أهله أخاً ووزيراً ووارثاً ووصيّاً» [1].

والنتيجة: فكما أنّ هناك دعوة لاعتناق الإسلام والإقرار بالشهادتين، ودعوة للإيمان بالإقرار والتسليم القلبي للشهادات الثلاث، فإنّ هناك في مقابلها دعوة إلهيّة اخرى لبني هاشم خاصّة، وهي دعوة بالاستيزار والخلافة، ومقتضى ظاهر الآية وروايات الفريقين تخصيص هذه الدعوة والمقام بهم خاصّة، دون غيرهم من عامّة الخلق.


[1] شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: 1: 544. تاريخ دمشق لابن عساكر: 42: 49. كنز الفوائد للكراجكي: 280. المناقب لابن شهر آشوب: 1: 307.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست