responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 124

الاصطفائيّة حكم عقائدي، لأنّه يرتبط بالاصطفاء الإلهيّ لفئة خاصّة من البشر بحسب المناصب الإلهيّة.

دلالة الآية على أنّ للنبيّ صلى الله عليه و آله بعثتين:

إنّ تقييد الآية في أوائل البعثة في مكّة المكرّمة الإنذار بخصوص الأقربين، لا سيّما على قراءة أو تفسير «و رهطك منهم المخلصين» [1]، يدلّ على أنّ الأمر الإلهيّ ببعثة الرسول صلى الله عليه و آله ونذارته على نمطين وصعيدين، فبعثته الاولى ونذارته خاصّة بأهل بيته الأقربين ورهطه المخلصين، دون سائر الامّة، وأنّ ما ابتعث به في هذه البعثة هي أوامر وإنذار، يخصّ أهل بيته الأقربين، ولا يشمل بقيّة الامّة، و هذا بخلاف البعثة الثانية للنبيّ صلى الله عليه و آله، فإنّها بعثة عامّة لسائر الناس، كما في قوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً [2].

وفي هذه البعثة العامّة تعمّ الأوامر الإلهيّة والنذر كلّاً من رهطه الأقربين وسائر الأمّة، وقد ورد ذلك في الأحاديث النبويّة التي رواها الفريقان، حيث روى ابن حنبل في «مسنده» عن عليّ عليه السلام وفي طيّ ذكره لحديث الدار أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال:

«يا بني عبد المطّلب، إنّي بعثت إليكم خاصّة، وإلى الناس بعامّة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي، وصاحبي

؟ قال:

فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه وكنت أصغر القوم.

قال:

فقال: إجلس، قال: ثلاث مرّات كلّ ذلك أقوم إليه فيقول لي: إجلس، حتّى إذا كان في الثالثة ضرب بيده على يدي» [3].


[1] كما هو الحال في قراءة ابيّ بن كعب، ومثبّتة في مصحف عبد اللَّه بن مسعود «و رهطك المخلصين».

[2] سبأ: 28.

[3] مسند أحمد: 2: 465، الحديث 1371.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست