في الأصل تكوينيّة، ووراثة تنسيل، أي تنتقل الصفات الوراثية الروحيّة التكوينيّة من المورِّث إلى الوارث، نظير الصفات الوراثية الجسدية.

فقد روى الفريقان من أنّ فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أتت بابنيها الحسن والحسين عليهما السلام في شكواه التي توفّي فيها فقالت:

«يا رسول اللَّه، هذان ابناك فورّثهما شيئاً.

قال صلى الله عليه و آله:

أمّا الحسن فإنّ له هيبتي وسؤددي، وأمّا الحسين فإنّ له جرأتي وجودي» [1].

نعم هي تشمل المواريث الاعتباريّة والمناصب القانونيّة بالتبع.

الفارق الرابع: إنّ موضوع الوراثة المالية هو في الأموال والملكية الخاصّة، بينما موضوع الوراثة الاصطفائيّة ومتعلّقها الشؤون العامّة في الشخصيّة الحقوقيّة، والمقامات الملكوتية اللدنّية.

الفارق الخامس: إنّ ميراث الوراثة المالية هو نتيجة ما يكسبه المورِّث ويتركه للوارث، بينما في الميراث في الوراثة الاصطفائيّة فهي مواهب لدنّية إلهيّة، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: وَ إِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ [2].

الفارق السادس: إنّ الوراثة المالية حكم فقهيّ تشريعيّ، بينما الوراثة

[1] الخصال للصدوق: 77، باب الاثنين، الحديث 122- 124. إرشاد الشيخ المفيد: 187. المناقب لابن شهرآشوب: 3: 396. مسند فاطمة: 55. المعجم الكبير للطبراني: 22: 423، الحديث 1041. شرح نهج البلاغة: 16: 10. وأورده العسقلاني في تهذيب التهذيب: 2: 299. كنز العمّال: 7: 268، الحديث 18839 و 13: 670، الحديث 37709. تاريخ مدينة دمشق: 13: 230.

[2] الأنعام: 124.