تعالى، أ ليس هذا تناقضا واضحا؟ و هل يليق بمثل هشام على غزارة فضله
أن تنسب إليه الخرافات؟ كلّا. لكن القوم أبوا إلّا الإرجاف حسدا و ظلما لأهل البيت
و من يرى رأيهم، و لا حول و لا قوة إلّا باللّه العليّ العظيم.
و قد كثر التأليف على عهد الكاظم، و الرضا و الجواد، و الهادي، و
الحسن الزكي العسكري عليهم السّلام، بما لا مزيد عليه، و انتشرت الرواة عنهم و عن
رجال الأئمة من آبائهم في الأمصار، و حسروا للعلم عن ساعد الاجتهاد و شمّروا عن
ساق الكد و الجد، فخاضوا عباب العلوم، و غاصوا على أسرارها و أحصوا مسائلها، و
محصوا حقائقها، فلم يألوا في تدوين الفنون جهدا، و لم يدّخروا في جمع أشتات
المعارف وسعا.
قال المحقق في المعتبر (أعلى اللّه مقامه): و كان من تلامذة الجواد
عليه السّلام فضلاء كالحسين بن سعيد، و أخيه الحسن، و أحمد بن محمد بن أبي نصر
البزنطي، و أحمد بن محمد بن خالد البرقي، و شاذان، و أبي الفضل العمي، و أيوب بن
نوح، و أحمد بن محمد بن عيسى، و غيرهم ممن يطول تعدادهم قال (أعلى اللّه مقامه): و
كتبهم إلى الآن منقولة بين الأصحاب دالة على العلم الغزير[1] ... الخ
قلت: و حسبك أن كتب البرقي تربو على مائة كتاب[2]، و للبزنطي الكتاب الكبير المعروف بجامع
البزنطي، و للحسين بن سعيد ثلاثون كتابا[3].
و لا يمكن في هذا الإملاء إحصاء ما ألّفه تلامذة الأئمة الستة من
أبناء
[1]المعتبر للمحقق الحلي: ص 5 ط إيران، رجال البرقي: ص 55 ط إيران،
رجال الطوسي: ص 397.