الكلام في الإمامة، و هذب المذهب[1]بالنظر؛ يروي عن الصادق و الكاظم و له عندهم جاه لا يحيط به الوصف، و
قد فاز منهم بثناء يسمو به في الملأ الأعلى قدره؛ و كان في مبدأ أمره من الجهمية،
ثم لقي الصادق فاستبصر بهداه و لحق به، ثم بالكاظم ففاق جميع أصحابهما، و رماه
بالتجسيم و غيره من الطامات مريد و إطفاء نور اللّه من مشكاته، حسدا لأهل البيت و
عدوانا، و نحن أعرف الناس بمذهبه، و في أيدينا أحواله و أقواله، و له في نصرة
مذهبنا من المصنفات ما أشرنا إليه، فلا يجوز أن يخفى علينا من أقواله- و هو من
سلفنا و فرطنا- ما ظهر لغيرنا مع بعدهم عنه في المذهب و المشرب على أن ما نقله
الشهرستاني في- الملل و النحل من عبارة هشام- لا يدل على قوله بالتجسيم.
و إليك عين ما نقله، قال: و هشام بن الحكم صاحب غور في الاصول، و لا
يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة، فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم، و دون
ما يظهره من التشبيه، و ذلك أنه ألزم العلاف، فقال: إنك تقول الباري عالم بعلم، و
علمه ذاته، فيكون عالما لا كالعالمين، فلم لا تقول: هو جسم لا كالأجسام؟ ... الخ
و لا يخفى أن هذا الكلام إن صحّ عنه فإنما هو بصدد المعارضة مع
العلاف، و ليس كل من عارض بشيء يكون معتقدا له، إذ يجوز أن يكون قصده اختبار
العلاف، و سبر غوره في العلم، كما أشار
[1]راجع «هشامبن الحكم» للشيخ عبد اللّه نعمة ط
بيروت، فلاسفة الشيعة للشيخ عبد اللّه نعمة: ص 52 ط بيروت، اختيار معرفة الرجال
(رجال الكشي) ص 255- 280، الإمام الصادق و المذاهب الأربعة، لأسد حيدر: ج 3 ص 79-
110.