الفقيه[1]، و هي متواترة و مضامينها مقطوع بصحتها، و الكافي أقدمها و أعظمها و
أحسنها و أتقنها، و فيه ستة عشر ألف و مائة و تسعة و تسعون حديثا، و هي أكثر مما
اشتملت عليه الصحاح الستة بأجمعها، كما صرّح به الشهيد في الذكرى[2]و غير واحد من
الأعلام.
و ألّف هشام بن الحكم من أصحاب الصادق و الكاظم عليهما السّلام كتبا
كثيرة اشتهر منها تسعة و عشرون كتابا[3]، رواها أصحابنا بأسانيدهم إليه، و تفصيلها في كتابنا- مختصر الكلام في
مؤلفي الشيعة من صدر الإسلام- و هي كتب ممتعة باهرة في وضوح بيانها، و سطوع
برهانها، في الاصول و الفروع، و في التوحيد و الفلسفة العقلية، و الرد على كل من
الزنادقة، و الملاحدة، و الطبيعيين، و القدرية، و الجبرية، و الغلاة في علي و أهل
البيت، و في الرد على الخوارج و الناصبة، و منكري الوصية إلى علي و مؤخريه و
محاربيه، و القائلين بجواز تقديم المفضول و غير ذلك. و كان هشام من أعلم أهل القرن
الثاني في علم الكلام، و الحكمة الإلهية، و سائر العلوم العقلية و النقلية، مبرزا
في الفقه و الحديث، مقدما في التفسير، و سائر العلوم و الفنون، و هو ممن فتق