responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المراجعات المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 546

و سلّمتم بتخلّف بعض من عبأهم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في ذلك الجيش، و أمرهم بالنفوذ تحت قيادة اسامة. سلّمتم بكل هذا كما نصّ عليه أهل الأخبار، و اجتمعت عليه كلمة المحدثين و حفظة الآثار، و قلتم: إنهم كانوا معذورين في ذلك.

و حاصل ما ذكرتموه من عذرهم أنهم إنما آثروا في هذه الامور مصلحة الإسلام بما اقتضته أنظارهم لا بما أوجبته النصوص النبوية، و نحن ما ادعينا- في هذا المقام- أكثر من هذا. و بعبارة اخرى موضوع كلامنا إنما هو في أنهم هل كانوا يتعبدون في جميع النصوص أم لا؟، اخترتم الأول، و نحن اخترنا الثاني، فاعترافكم الآن بعدم تعبدهم في هذه الأوامر يثبت ما اخترناه، و كونهم معذورين أو غير معذورين خارج عن موضوع البحث كما لا يخفى، و حيث ثبت لديكم إيثارهم في سرية اسامة مصحلة الإسلام بما اقتضته أنظارهم على التعبد بما أوجبته تلك النصوص، فلم لا تقولون إنهم آثروا في أمر الخلافة بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، مصلحة الإسلام بما اقتضته أنظارهم على التعبد بنصوص الغدير و أمثالها؟

اعتذرتم عن طعن الطاعنين في تأمير اسامة: بأنهم إنما طعنوا بتأميره لحداثته مع كونهم بين كهول و شيوخ، و قلتم: إن نفوس الكهول و الشيوخ تأبى بجبلّتها و طبعها أن تنقاد إلى الأحداث، فلم لم تقولوا هذا بعينه فيمن لم يتعبدوا بنصوص الغدير المقتضية لتأمير عليّ و هو شاب على كهول الصحابة و شيوخهم؟ لأنهم- بحكم الضرورة من أخبارهم- قد استحدثوا سنّه يوم مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كما استحدثوا سنّ اسامة يوم ولّاه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليهم في تلك السرية، و شتان بين الخلافة و إمارة السرية، فإذا أبت نفوسهم بجبلّتها أن تنقاد للحدث‌

اسم الکتاب : المراجعات المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 546
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست