في سرية واحدة، فهي أولى بأن تأبى أن تنقاد للحدث مدة حياته، في جميع
الشئون الدنيوية و الاخروية.
على أن ما ذكرتموه من أن نفوس الشيوخ و الكهول تنفر بطبعها من
الانقياد للأحداث ممنوع، إن كان مرادكم الإطلاق في هذا الحكم، لأن نفوس المؤمنين
من الشيوخ الكاملين في إيمانهم لا تنفر من طاعة اللّه و رسوله في الانقياد
للأحداث، و لا في غيره من سائر الأشياءفَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما
شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ
يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً[1]وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا[2].
[2- الذي نقلناه عن الشهرستاني جاء في حديث مسند.]
2- أما الكلمة المتعلقة فيمن تخلّف عن جيش اسامة، التي أرسلها
الشهرستاني إرسال المسلّمات، فقد جاءت في حديث مسند، أخرجه أبو بكر أحمد بن عبد
العزيز الجوهري في كتاب السقيفة، أنقله لك بعين لفظه.
قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، عن أحمد بن سيّار، عن سعيد بن
كثير الأنصاري عن رجاله، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن: أن رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم في مرض موته أمر اسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلّة
المهاجرين و الأنصار، منهم: أبو بكر، و عمر، و أبو عبيدة بن الجراح، و عبد الرحمن
بن عوف، و طلحة، و الزبير، و أمره أن يغير على مؤتة حيث قتل أبوه زيد، و أن يغزو
وادي فلسطين، فتثاقل اسامة و تثاقل الجيش بتثاقله، و جعل رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم في مرضه يثقل و يخف و يؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث، حتى قال
له اسامة: بأبي أنت و أمي، أ تأذن لي أن أمكث أياما حتى