وسع النبي أن يقنعهم بما أمرهم به لما آثر إخراجهم عنه، و بكاء ابن
عباس و جزعه من أكبر الأدلة على ما نقول.
و الإنصاف، إن هذه الرزية لمما يضيق عنها نطاق العذر، و لو كانت- كما
ذكرتم- قضية في واقعة، كفرطة سبقت، و فلتة ندرت لهان الأمر، و إن كانت بمجردها
بائقة الدهر، و فاقرة الظهر، فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و لا حول و لا قوة
إلّا باللّه العلي العظيم.