responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المراجعات المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 534

و فيه- مضافا إلى ما أشرتم إليه-: أن عمر لم يكن بهذا المقدار من البعد عن الفهم، و ما كان ليخفى عليه من هذا الحديث ما ظهر لجميع الناس، لأن القروي و البدوي إنما فهما منه أن ذلك الكتاب لو كتب لكان علّة تامة في حفظ كل فرد من الضلال، و هذا المعنى هو المتبادر من الحديث إلى أفهام الناس، و عمر كان يعلم يقينا أن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يكن خائفا على امته أن تجتمع على الضلال، لأنه رضى اللّه عنه كان يسمع قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لا تجتمع امتي على ضلال، و لا تجتمع على الخطأ و قوله: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق الحديث ...» [1]

و قوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى‌ لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً [2] إلى كثير من نصوص الكتاب و السّنة الصريحين بأن الامة لا تجتمع بأسرها على الضلال، فلا يعقل مع هذا أن يسنح في خواطر عمر أو غيره أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين طلب الدواة و البياض، كان خائفا من اجتماع امته على الضلال، و الذي يليق بعمر أن يفهم من الحديث ما يتبادر منه إلى الأذهان، لا ما تنفيه صحاح السنة و محكمات القرآن. على أن استياء النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منهم، المستفاد من قوله: «قوموا» دليل على أن الذي تركوه كان من الواجب عليهم، و لو كانت معارضة عمر عن اشتباه منه في فهم الحديث- كما زعموا- لأزال النبي شبهته و أبان له مراده منه، بل لو كان في‌


[1] راجع كنز العمال: ج 1 ص 160 ح 910، و ص 185 ح 1030 و 1031 ط 2 بحيدرآباد، الدر المنثور للسيوطي: ج 2 ص 222.

[2] سورة النور: 55.

اسم الکتاب : المراجعات المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 534
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست