responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المراجعات المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 514

أن الطواف حول البيت أسبوع، و نحو ذلك من النصوص المتمحضة للنفع الأخروي.

أما ما كان منها متعلقا بالسياسة كالولايات و الإمارات، و تدبير قواعد الدولة، و تقرير شئون المملكة، و تسريب الجيش، فإنهم لم يكونوا يرون التعبد به و الالتزام في جميع الأحوال بالعمل علي مقتضاه، بل جعلوا لأفكارهم مسرحا للبحث، و مجالا للنظر و الاجتهاد، فكانوا إذا رأوا في خلافه رفعا لكيانهم، أو نفعا في سلطانهم، عدلوا عنه الى ما يرفع كيانهم، أو ينفع سلطانهم، و لعلهم كانوا يحرزون رضا النبي بذلك، و كان قد غلب على ظنهم أن العرب لا تخضع ل «علي» و لا تتعبد بالنص عليه، إذ وترها في سبيل اللّه، و سفك دماءها بسيفه في إعلاء كلمة اللّه، و كشف القناع منابذا لها في نصرة الحق، حتى ظهر أمر اللّه على رغم كل عاتي كفور فهم لا يطيعونه إلّا عنوة، و لا يخضعون للنص عليه إلّا بالقوة، و قد عصبوا به كل دم أراقه الإسلام أيام النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، جريا على عادتهم في أمثال ذلك، إذ لم يكن بعد النبي في عشيرته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أحد يستحق أن تعصب به تلك الدماء عند العرب غيره، لأنهم إنما كانوا يعصبونها في أمثل العشيرة، و أفضل القبيلة، و قد كان هو أمثل الهاشميين؛ و أفضلهم بعد رسول اللّه، لا يدافع و لا ينازع في ذلك، و لذا تربّص العرب به الدوائر، و قلّبوا له الأمور، و أضمروا له و لذريته كل حسيكة، و وثبوا عليهم كل وثبة، و كان ما كان مما طار في الأجواء، و طبق رزؤه الأرض و السماء.

و أيضا فإن قريشا خاصة و العرب عامة، كانت تنقم من علي شدة وطأته على أعداء اللّه، و نكال وقعته فيمن يتعدى حدود اللّه، أو يهتك حرماته عزّ و جلّ، و كانت ترهب من أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر، و تخشى‌

اسم الکتاب : المراجعات المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 514
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست