منهم يصلون عليه، حتى واريناه في ضريحه، فمن ذا أحق به منّي حيا و
ميتا»[1]و مثله قوله[2]- من كلام له عند
دفنه سيدة النساء عليهما السّلام-: «السلامعليك يا رسول اللّه عنّي و عن ابنتك
النازلة في جوارك، و السريعة اللحاق بك، قلّ يا رسول اللّه عن صفيتك صبري، و رقّ
عنها تجلدي، إلّا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك، و فادح مصيبتك، موضع تعز، فلقد
وسدتك في ملحودة قبرك، و فاضت بين نحري و صدري نفسك، فإنّا للّه و إنّا إليه
راجعون ... الى آخر كلامه[3].
و صحّ عن أمّ سلمة أنها قالت: و الذي أحلف به أن كان علي لأقرب
الناس عهدا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، عدناه غداة و هو يقول: «جاءعلي؟ جاء علي؟» مرارا، فقالت فاطمة: كأنك بعثته في حاجة؟ قالت:
فجاء بعد، فظننت أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، قالت أمّ
سلمة: و كنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم، و جعل يسارّه و يناجيه، ثم قبض صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من يومه ذلك،
فكان عليّ أقرب الناس به عهدا[4][5].
[1]راجع نهج البلاغة خطبة 195، ص 380 ط مصر بشرح محمد عبده، و ج 2 ص
541 بشرح ابن أبي الحديد اوفست بيروت، و ج 10 ص 179 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، و
ج 2 ص 860 ط دار الفكر و ج 3 ص 493 ط دار الحياة بيروت.
[2]هذا الكلام موجود في آخر ص 207 من الجزء الثاني من النهج. و في ص
590 من المجلد الثاني من شرح ابن أبي الحديد. (منه قدّس سرّه).
[3]يوجد في نهج البلاغة خطبة 200 ص 389 ط مصر بشرح محمد عبده، و ج 2 ص
570 بشرح ابن أبي الحديد اوفست بيروت، و ج 10 ص 265 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل،
و ج 3 ص 552 ط دار الحياة في بيروت، و ج 2 ص 908 ط دار الفكر.
[4]هذا الحديث أخرجه الحاكم في أول ص 139 من الجزء 3 من صحيحه
المستدرك، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، و لم يخرجاه. قلت: و اعترف بصحته الذهبي
إذ أورده في التلخيص و أخرجه أيضا ابن أبي شيبة في السنن، و هو الحديث 6096 من
أحاديث الكنز في آخر ص 400 من جزئه السادس. (منه قدّس سرّه)
[5]يوجد ذلك في المستدرك على الصحيحين للحاكم: ج 3 ص 138 اوفست على ط
حيدرآباد، تلخيص