responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المراجعات المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 480

قائمة به كالإحسان و العدل من حيث هما إحسان و عدل، و منها ما نعلم بقبحه و ترتب الذم و العقاب على فعله لصفته الذاتية القائمة به، كالإساءة و الجور من حيث هما إساءة و جور، و العاقل يعلم أن ضرورة العقل قاضية بذلك، و ليس جزم العقلاء بهذا أقل من جزمهم بكون الواحد نصف الاثنين، و البداهة الأولية قاضية بالفرق بين من أحسن إليك دائما، و بين من أساء إليك دائما، إذ يستقل العقل بحسن فعل الأول معك، و استحقاقه للثناء و الثواب منك، و قبح فعل الثاني و استحقاقه للذم و القصاص، و المشكك في ذلك مكابر لعقله، و لو كان الحسن و القبح فيما ذكرناه شرعيين لما حكم بهما منكر و الشرائع كالزنادقة و الدهرية، فإنهم مع إنكارهم الأديان يحكمون بحسن العدل و الإحسان، و يرتّبون عليهما ثناءهم و ثوابهم، و لا يرتابون في قبح الظلم و العدوان، و لا في ترتيب الذم و القصاص على فعلهما، و مستندهم في هذا إنما هو العقل لا غير، فدع عنك قول من يكابر العقل و الوجدان، و ينكر ما علمه العقلاء كافة، و يحكم بخلاف ما تحكم به فطرته التي فطر عليها، فإن اللّه سبحانه فطر عباده على إدراك بعض الحقائق بعقولهم كما فطرهم على الإدراك بحواسهم و مشاعرهم، ففطرتهم توجب أن يدركوا بعقولهم حسن العدل و نحوه، و قبح الظلم و نحوه، كما يدركون بأذواقهم حلاوة العسل و مرارة العلقم، و يدركون بمشامهم طيب المسك و نتن الجيف، و يدركون بملامسهم لين اللين و خشونة الخشن، و يميزون بأبصارهم بين المنظرين الحسن و القبيح، و بأسماعهم بين الصوتين، صوت المزامير و صوت الحمير، تلك‌ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ‌

اسم الکتاب : المراجعات المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 480
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست