و قال ابن عدي: عيب عليه الغلو؛ و أرجو أنه لا بأس به. و قال محمد بن
بشير العبدي: رأيت سالم بن حفصة أحمق، ذا لحية طويلة، يا لها من لحية و هو يقول:
وددت أنّي كنت شريك علي عليه السّلام في كل ما كان فيه. و قال الحسين بن علي
الجعفي: رأيت سالم بن أبي حفصة طويل اللحية أحمق، و هو يقول:
لبيك قاتل نعثل، لبيك مهلك بني أمية لبيك. و قال عمرو[1]بن ذر لسالم بن أبي
حفصة: أنت قتلت عثمان؟ فقال: أنا؟ قال: نعم أنت ترضى بقتله، و قال علي بن المديني
سمعت جريرا يقول: تركت سالم بن أبي حفصة لأنه كان خصما للشيعة- أي يخاصم لهم
خصماءهم- و قد ترجمه الذهبي فنقل كل ما نقلناه من أقوالهم فيه.
و ذكره ابن سعد في ص 234 من الجزء 6 من طبقاته، فنقل: أنه كان يتشيّع
تشيّعا شديدا، و أنه دخل مكة على عهد بني العباس و هو يقول: لبيك لبيك، مهلك بني
أمية لبيك، و كان رجلا مجهرا فسمعه داود بن علي فقال: من هذا؟ قالوا: سالم بن أبي
حفصة، و أخبروه بأمره و رأيه ... الخ و ذكر الذهبي في ترجمته من الميزان أنه كان
في رءوس من ينتقص أبا بكر و عمر[2]. و مع ذلك فقد أخذ عنه السفيانان، و محمد بن فضيل، و احتج به الترمذي
في صحيحه، و وثّقه ابن معين. مات سنة سبع و ثلاثين و مائة.
31- سعد بن طريف،
الإسكاف الحنظلي الكوفي. ذكره الذهبي[3]فوضع على اسمه (ت ق) إشارة إلى من أخرج عنه من أرباب السنن. و نقل
عن
[1]كذا، و في ميزان الاعتدال: 2/ 110، و تهذيب التهذيب: 3/ 433: بدل «عمروبن ذر» «عمربن ذر».
[2]الطبقات الكبرى لابن سعد: ج 6 ص 236، الميزان للذهبي: ج 2 ص 110،
الملل و النحل للشهرستاني بهامش الفصل: ج 2 ص 27 ط بيروت. روى عنه الترمذي في
صحيحه: ج 5 ص 303. و روى عن الأئمة الهداة السجاد و الباقر و الصادق عليهم
السّلام.