responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 96

ليلى قضيب تحته كثيب‌

و في القلاد رشأ ربيب‌ [1]؟

و للّه البحتري فما أعذب و أظرف و أدمث قوله:

أين الغزال المستعير من النقا

كفلا و من نور الأقاحي مبسما؟

فقلب ذو الرمة العادة و العرف في هذا، فشبّه كثبان الأنقاء، أي الرمال بأعجاز النساء. و هذا كأنه يخرج مخرج المبالغة، أي قد ثبت هذا الموضع و هذا المعنى لأعجاز النساء، و صار كأنه الأصل فيه، حتى شبه به كثبان الأنقاء».

و قد عرض ابن الأثير في كتابه المثل السائر لهذا النوع من التشبيه، و سماه «الطرد و العكس»، و ذلك إذ يقول: «و اعلم أن من التشبيه ضربا يسمى الطرد و العكس، و هو أن يجعل المشبه به مشبها، و المشبه مشبها به، و بعضهم يسميه غلبة الفروع على الأصول ... و مما جاء منه قول البحتري:

في طلعة البدر شي‌ء من محاسنها

و للقضيب نصيب من تثنيها

و قول عبد اللّه بن المعتز في تشبيه الهلال:

و لاح ضوء قمير كاد يفضحنا

مثل القلامة قد قدّت من الظّفر

و لما شاع ذلك في كلام العرب و اتسع صار كأنه الأصل، و هو موضع من علم البيان حسن الموقع لطيف المأخذ. و هذا قد ذكره أبو الفتح ابن جني في كتاب الخصائص.

و لما نظرت أنا في ذلك و أنعمت نظري فيه تبين لي ما أذكره، و هو


[1] القلاد: واحدها قلادة، و الرشأ: الظبي إذا تحرك و قوي و مشى مع أمه.

اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست