responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 95

فإن كلّا سبب لندرة حضور المشبه به في الذهن، أو لقلة تكرره على الحس، كما مر من تشبيه الشمس بالمرآة في كف الأشل، فقد يقضي الرجل دهره و لا يتفق له أن يرى مرآة في يد الأشل. فالغرابة في هذا التشبيه من وجهين هما: كثرة التفصيل في وجه الشبه، و قلة التكرار أو الورود على الحس.

التشبيه المقلوب‌

التشبيه المقلوب هو جعل المشبه مشبها به بادعاء أن وجه الشبه فيه أقوى و أظهر.

و أبو الفتح عثمان بن جني في كتابه الخصائص‌ [1] يسمي هذا النوع من التشبيه «غلبة الفروع على الأصول» و يقول: «هذا فصل من فصول العربية طريف، تجده في معاني العرب، كما تجده في معاني الأعراب. و لا تكاد تجد شيئا من ذلك إلا و الغرض فيه المبالغة.

فمها جاء فيه ذلك للعرب قول ذي الرمة:

و رمل كأوراك العذارى قطعته‌

إذا ألبسته المظلمات الحنادس‌ [2]

أ فلا ترى ذا الرمة كيف جعل الأصل فرعا و الفرع أصلا؟ و ذلك أن العادة و العرف في نحو هذا أن تشبه أعجاز النساء بكثبان الأنقاء أي الرمال، ألا ترى إلى قوله:


[1] كتاب الخصائص لابن جنى ج 1 ص 300، مطبعة دار الكتب المصرية.

[2] ألبسته: غطته، و الحنادس: جمع حندس، و الحندس: اشتداد الظلمة، و قد ذهب بها مذهب الوصف.

اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست