كم وجوه مثل النهار ضياء
لنفوس كالليل في الإظلام
فالبيت هنا فيه تشبيهان وجه الشبه في الأول «ضياء» و في الثاني «الإظلام» و كلاهما مذكور في التشبيه.
قول ابن الرومي:
يا شبيه البدر في الحس
ن و في بعد المنال
جد فقد تنفجر الصخ
رة في الماء الزلال
فالمشبه هو الحبيب و المشبه به البدر و وجه الشبه هو اشتراك الطرفين في صفتي الحسن و بعد المنال، و كلتاهما مذكورة في التشبيه.
و قول آخر:
أنت كالبحر في السماحة، و الش
مس علوا، و البدر في الإشراق
فهذا البيت يشتمل على ثلاثة تشبيهات ذكر في كل منها وجه الشبه، و هو في التشبيه الأول «السماحة» و في الثاني «العلو» و في الثالث «الإشراق».
فكل تشبيه من التشبيهات التي تضمنتها هذه الأمثلة تشبيه مفصّل، لأن وجه الشبه قد ذكر فيه.
ب- و التشبيه المجمل: هو ما حذف منه وجه الشبه، و ذلك نحو قول الشاعر:
و كأن إيماض السيوف بوارق
و عجاج خيلهم سحاب مظلم [1]
ففي البيت تشبيهان: تشبيه إيماض السيوف بالبرق في الظهور و سرعة الخفاء، و تشبيه عجاج الخيل بالسحاب المظلم في سواده و انعقاده
[1] الإيماض: اللمعان، و البوارق: جمع بارق و هو البرق، و العجاج: الغبار.