اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 88
تحول بينه و بين الشرب منه هوّة يخشى منها الهلاك على نفسه لو دنا
منه، فوقف حائرا و لكنه لا يستطيع الانصراف عن الماء، و وجه الشبه هو صورة من يريد
شيئا فتحول العقبات دونه فتدركه الحيرة و لكنه لا ييئس.
فالمشبه حال من ينفق قليلا في سبيل اللّه ثم يلقى عليه جزاء جزيلا، و
المشبه به حال من بذر حبة فأنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبة، و وجه الشبه هو
صورة من يعمل قليلا فيجني من ثمار عمله كثيرا.
أما
وجه الشبه عند ما يكون غير تمثيل فهو عكس ذلك، أي عند ما لا يكون صورة منتزعة من
متعدد، و بعبارة أخرى هو ما يكون غير مركب أي مفردا، و كونه مفردا لا يمنع من تعدد
الصفات المشتركة بين طرفي التشبيه.
و من أمثلة التشبيه عند ما يكون وجه الشبه فيه غير تمثيل قول
البحتري:
هو بحر السماح و الجود فازدد
منه قربا تزدد من الفقر بعدا
فالمشبه هنا هو الممدوح و المشبه به هو البحر، و وجه الشبه الذي
يشترك فيه الممدوح و البحر هو صفة الجود.
و قول امرىء القيس:
و ليل كموج البحر أرخى سدوله
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 88