فالمشبه صورة السماء و النجوم منثورة فيها وقت الصباح و المشبه به
صورة رياض من أزهار البنفسج تخللتها أزهار الأقاحي، و وجه الشبه هو الصورة الحاصلة
من شيء أزرق انتشرت في أثنائه صور صغيرة بيضاء.
فالمشبه هنا حال الشاعر يثير نغم المغنية بالفارسية في نفسه كوامن
الشوق و هو لا يفهم لغتها، و المشبه به حال الأعمى يعشق الغانيات و هو لا يرى شيئا
من حسنهن، و وجه الشبه هو صورة قلب يتأثر و ينفعل بأشياء لا يدركها كل الإدراك.
و منه قول شاعر في صديق عاق:
إني و إياك كالصادي رأى نهلا
و دونه هوّة يخشى بها التلفا
رأى بعينيه ماء عزّ مورده
و ليس يملك دون الماء منصرفا
فالمشبه حال الشاعر مع صديقه العاق يدعوه الوفاء إلى الإبقاء على
مودته، و يدعوه ما يراه فيه من العقوق إلى قطعه، و هو بين الأمرين حائر، و لكنه
يصغي أخيرا إلى داعي الوفاء، و المشبه به حال عطشان رأى ماء
[1]الخضل: الرطب، و المعنى: بعد أن انقشعت
السحابة صارت السماء بين النجوم المنتشرة وقت الفجر كرياض من البنفسج المبتل بالماء
تفتحت في أثنائه أزهار الأقاحي.
[2]ورت كبدي: ألهبته، و الشجا: الحزن و الطرب، و
المعنى: لم أجهل ما بعثته في نفسي من الحزن، و المعنى: المتعب الحزين.
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 87