responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 87

رياض بنفسج خضل نداه‌

تفتّح بينه نور الأقاح‌ [1]

فالمشبه صورة السماء و النجوم منثورة فيها وقت الصباح و المشبه به صورة رياض من أزهار البنفسج تخللتها أزهار الأقاحي، و وجه الشبه هو الصورة الحاصلة من شي‌ء أزرق انتشرت في أثنائه صور صغيرة بيضاء.

و منه قول أبي تمام في مغنية تغني بالفارسية:

و لم أفهم معانيها و لكن‌

ورت كبدي فلم أجهل شجاها

فبتّ كأنني أعمى معنّى‌

بحبّ الغانيات و ما يراها [2]

فالمشبه هنا حال الشاعر يثير نغم المغنية بالفارسية في نفسه كوامن الشوق و هو لا يفهم لغتها، و المشبه به حال الأعمى يعشق الغانيات و هو لا يرى شيئا من حسنهن، و وجه الشبه هو صورة قلب يتأثر و ينفعل بأشياء لا يدركها كل الإدراك.

و منه قول شاعر في صديق عاق:

إني و إياك كالصادي رأى نهلا

و دونه هوّة يخشى بها التلفا

رأى بعينيه ماء عزّ مورده‌

و ليس يملك دون الماء منصرفا

فالمشبه حال الشاعر مع صديقه العاق يدعوه الوفاء إلى الإبقاء على مودته، و يدعوه ما يراه فيه من العقوق إلى قطعه، و هو بين الأمرين حائر، و لكنه يصغي أخيرا إلى داعي الوفاء، و المشبه به حال عطشان رأى ماء


[1] الخضل: الرطب، و المعنى: بعد أن انقشعت السحابة صارت السماء بين النجوم المنتشرة وقت الفجر كرياض من البنفسج المبتل بالماء تفتحت في أثنائه أزهار الأقاحي.

[2] ورت كبدي: ألهبته، و الشجا: الحزن و الطرب، و المعنى: لم أجهل ما بعثته في نفسي من الحزن، و المعنى: المتعب الحزين.

اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست