فهو هنا يشبه نجوم الليل في ثباتها و عدم تحركها كما لو كانت قد شدت بشيء مفتول قوي إلى جانب هذا الجبل.
و قد ذكر ابن رشيق أمثلة للتشبيه المصيب منها قول النابغة في وصف المتجردة:
نظرت إليك بحاجة لم تقضها
نظر السقيم إلى وجوه العوّد
و قول عدي بن الرقاع العاملي:
و كأنها وسط النساء أعارها
عينيه أحور من جآذر جاسم
و سنان أقصده النعاس فرنّقت
في عينه سنة و ليس بنائم
و قول صريع الغواني:
فغطت بأيديها ثمار نحورها
كأيدي الأسارى أثقلتها الجوامع [1]
3- التشبيه المقارب: كقول ذي الرمة:
و رمل كأوراك العذارى قطعته
و قد جللته المظلمات الحنادس
و هذا من نوع التشبيه المقلوب الذي يجعل فيه المشبه مشبها به فالعادة أن أعجاز النساء أو أوراك العذارى تشبه بكثبان الرمال و لكن الشاعر هنا قلب التشبيه طلبا للمبالغة.
و من المقارب الحسن قول الشماخ:
كأن المتن و الشرخين منه
خلاف النصل سيط به مشيج
[1] كتاب العمدة ج 1 ص 270، و الجوامع: الأكبال.