responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 75

فإذا ما اجتليتها فهباء

تمنع الكفّ ما تبيح العيونا [1]

أكل الدهر ما تجسّم منها

و تبقّى لبابها المكنونا

فهي بكر كأنها كل شي‌ء

يتمنى مخيّر أن يكونا

في كؤوس كأنهن نجوم‌

جاريات بروجها أيدينا

طالعات من السّقاة علينا

فإذا ما غربن يغربن فينا

فهذا تشبيه مفرط يصفه المبرد بأنه غاية على سخف كلام المحدثين!.

2- التشبيه المصيب: و يفهم من الأمثلة التي أوردها المبرد أنه يعني به ما خلا من المبالغة و أخرج الأغمض إلى الأوضح، كقول امرى‌ء القيس في طول الليل:

كأن الثريا علّقت في مصامها

بأمراس كتان إلى صمّ جندل‌ [2]

فهذا التشبيه في ثبات الليل، لأنه يخيل إليه من طوله كأن نجومه مشدودة بحبال من الكتان إلى صخور صلبة، و إنما استطال الليل لمعاناته الهموم و مقاساته الأحزان فيه. و كقوله في ثبات الليل:

فيا لك من ليل كأن نجومه‌

بكل مغار الفتل شدت بيذبل‌ [3]


[1] الهباء: الذرات المنبثة التي ترى في ضوء الشمس، و تجسم: صار جسما، أي لم يبق من الخمر إلا روحها، لأن الخمر إذا عتقت صفت و رقت و كاد يخفى جسمها.

[2] الثريا: من الكواكب، و سميت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مرآتها، في مصامها: في مكانها الذي لا تبرح منه كمصام الفرس، و هو مربطه، و الأمراس: جمع مرس و هو الحبل، و صم: جمع أصم، و هو الصلب، و الجندل: الصخرة، و الجمع جنادل.

[3] مغار الفتل: شديد الفتل، و يذبل: اسم جبل.

اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست