responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 77

يريد سهما رمى به فأنفذ الرميّة و قد اتصل به دمها، و المتن متن السهم، و شرخ كل شي‌ء حده، فأراد شرخي الفوق‌ [1] و هما حرفاه، و المشيج المختلط.

4- التشبيه البعيد: و هو الذي يحتاج إلى تفسير، و عند المبرد أن هذا النوع هو أخشن الكلام، كقول الشاعر:

بل لو رأتني أخت جيراننا

إذ أنا في الدار كأني حمار

فإن الشاعر أراد الصحة، و هذا بعيد، لأن السامع إنما يستدل عليه بغيره. و قال اللّه عز و جل- و هو من البين الواضح-: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً في أنهم قد تعاموا عن التوراة و أضربوا عن حدودها و أمرها و نهيها حتى صاروا كالحمار الذي يحمل الكتب و لا يعلم ما فيها.

و يلاحظ على هذا التقسيم الذي أورده المبرد للتشبيه أمور منها: أن هذه الأنواع الأربعة هي صفات لبعض التشبيهات، و أنه لم يضع حدودا تميز كل نوع عما عداه. و ترك هذا لحدس القارى‌ء و تخمينه، و أنه قد حكم على بعض الأمثلة التي أوردها بالحسن أو القبح دون أن يعلل لما استحسنه أو استقبحه. و لكنه في عصره المبكر و في المراحل الأولى للبلاغة و النقد لم يكن ينتظر منه أن يتوسع في دراسة التشبيه بأكثر مما فعل.

أداة التشبيه‌

و أداة التشبيه كل لفظ يدل على المماثلة و الاشتراك، و هي حرفان و أسماء، و أفعال، و كلها تفيد قرب المشبه من المشبه به في صفته. و الحرفان هما:


[1] الفوق بضم الفاء: فوق السهم، و هو موضع الوتر.

اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست