responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 122

عن حاجتها فيصيبها بالتلف و الإفساد. فهذا التتميم بالاحتراس من البديع حقا.

أما ذو الرمة ففي دعائه بالسقيا لدار صاحبته يقول:

ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى‌

و لا زال منهلا بجرعائك القطر [1]

فذو الرمة يدعو لدار صاحبته ميّ بالسلامة و بأن يظل المطر ينهل و ينصبّ على جرعائها انصبابا شديدا. و هذا بالدعاء على دار صاحبته أشبه منه بالدعاء لها، لأن القطر إذا انهل فيها دائما فسدت. و هذا العيب ناشى‌ء من أن الشاعر لم يتم معناه، و لم يتحرّز فيه كما فعل طرفة في بيته.

التورية

التورية من فنون البديع المعنوي، و يقال لها أيضا: الإيهام و التوجيه و التخيير، و لكن لفظة «التورية» أولى في التسمية لقربها من مطابقة المسمّى، لأنها مصدر ورّى بتضعيف الراء تورية، يقال: ورّيت الخبر:

جعلته ورائي و سترته و أظهرت غيره، كأن المتكلم يجعله وراءه بحيث لا يظهر.

و التورية في اصطلاح رجال البديع: هي أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان، قريب ظاهر غير مراد، و بعيد خفي هو المراد.

و نحن نجد لها أكثر من تعريف لدى المتأخرين، و لكن هذه‌


[1] الجرعاء و الأجرع: الأرض ذات الحزونة تشاكل الرمل، و قيل: هي الرملة السهلة المستوية لا تنبت شيئا، و القطر: المطر.

اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست