اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید الجزء : 1 صفحة : 403
ألقى الصّحيفة كي يخفّف رحله
و الزّاد حتّى نعله ألقاها
قال: (و الرفع جائز).
يعني: في قولك:" حتى عبد
اللّه لقيته"، كما جاز مع الواو، إذا قلت:" لقيت زيدا و عبد اللّه
لقيته"، على الابتداء و الخبر، فيكون" عبد اللّه" مبتدأ، و"
لقيته" خبره.
كأنك قلت: (" لقيت القوم
حتى زيد ملقي"، و" سرّحت القوم حتى زيد مسرّح" و هذا لا يكون فيه
إلا الرفع).
يعني: إذا قلت: ملقيّ و مسرّح؛
لأن" ملقيّ" و" مسرّح" ليس بفعل واقع على ضمير"
زيد"، و لا باسم فاعل واقع على ضميره، كما تقول:" حتى زيدا أنا
لاقيه"، لأن" ملقيّ"" و مسرح" مأخوذ من لقي و سرّح، ففيه
ضمير أقيم مقام الفاعل مرفوع، فلا يجوز أن تنصب الاسم. و ليس بعده ضمير له يوجب
نصبه.
قال: (فإذا كان في
الابتداء" زيد لقيته"، بمنزلة" زيد منطلق"، جاز هاهنا الرفع).
يعني: جاز أن تقول:" حتى زيد
لقيته"، فيكون بمنزلة قولك:" حتى زيد ملقيّ"؛ لأن" حتى"
قد يقع بعدها الاسم و الخبر.
و البيت الذي أنشدناه يروى بالرفع
و الجر و النصب.
فالجر بمعنى" إلى" على
ما ذكرناه.
و الرفع بالابتداء و الخبر، و
النصب على وجهين:
أحدهما: أن تجعل حتى بمعنى الواو،
فتعطفها على الصحيفة كأنه قال:" ألقى الصحيفة و نعله" ثم قال"
ألقاها" تأكيدا.
و الوجه الثاني: أن تضمر بعد"
حتى" فعلا، و تجعل" ألقاها" تفسيرا له، كأنك قلت:
حتى ألقى نعله ألقاها.
هذا باب ما يختار فيه النصب، و
ليس قبله منصوب بني على الفعل و هو باب الاستفهام
قال أبو سعيد: الذي يشتمل عليه هذا
الباب: أن الاسم إذا ولي حرف الاستفهام، و جاء بعده فعل واقع على ضميره، فالاختيار
نصب الاسم بإضمار فعل يكون الفعل
[1] البيت لابن مروان النحوي في الخزانة 1/ 445، 4/ 140، و معجم
الأدباء 19/ 146.
اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید الجزء : 1 صفحة : 403