responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید    الجزء : 1  صفحة : 11

و في صحة إضافة" علم" إلى" ما"- و هي استفهام- نظر؛ لأنه يجوز أن يفرق بين وقوع الخافض على الاستفهام، و بين وقوع الناصب، و ذلك أن الناصب قد يعلّق و يبطل عمله؛ ألا ترى أنّا نقول: قد علمت" أزيد في الدار أم عمرو" و" علمت أيهم في الدار"،" و أتيت أيهم في الدار"، و لا نقول:" أنبئت بأيّهم في الدار، و أنبئت أيهم في الدار".

و يجوز تنوين" الباب"؛ فإذا نوّن جاز في" العلم" الرفع و النصب، فإذا نصبت فعلى التمييز، كأنك لما قلت:" هذا باب" احتمل أن يكون بابا من العلم و غيره، كما أنك إذا قلت:" أخذت عشرين" احتمل أن يكون من الدراهم و غيرها، فإذا ذكرت نوعا مما تحتمله نصبته، كذلك إذا ذكرت نوعا مما يحتمل" الباب" نصبته.

و إذا رفعته ففيه ثلاثة أوجه مرضيّة:

أحدها: أن يكون" هذا" مبتدأ، و" باب" خبره، و" علم" خبر مبتدأ محذوف، كأنك قلت: هذا باب، هذا علم، أو قلت: هذا باب هو علم ما الكلم.

و الثاني: أن يكون" باب" خبر" هذا"، و يكون" علم" بدلا منه واقعا موقعه، كأنك قلت: هذا" علم" ما الكلم.

و الثالث: أن يكون" باب" و" علم" جميعا خبرين ل" هذا" كما تقول:" هذا حلو حامض" تريد: قد جمع الطعمين، و مثله قول الشاعر:

من يك ذا بت فهذا بتي‌

مصيّف مقيّظ مشتى‌

تخذته من نعجات ست‌

سود جعاد من نعاج الدست‌

و يجوز هذا بابا علم ما الكلم، فيكون" هذا" مبتدأ، و بابا منصوبا على الحال، و الخبر علم، و" بابا" في معنى مبوّبا، و العامل في نصبه ما في هذا من التنبيه و الإشارة، كقول الشاعر:

أ ترضى بأنا لم تجف دماؤنا

و هذا عروسا باليمامة خالد

و أما" الكلم" فقد يسأل السائل فيقول: لم لم يقل: الكلام، أو الكلمات؟ لجواب أن الكلام يقع على القليل و الكثير، و الواحد و الاثنين و الجمع، و الكلم: جماعة كلمة، كما


[1] الرجز لرؤبة بن العجاج، انظر ديوانه 189، و الدرر اللوامع 1/ 78؛ 2/ 84، و الهمع 1/ 108.

[2] البيت بلا نسبة، انظر تثقيف اللسان 103.

اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست